كنت في فرنسا في فبراير 2008.
اذهب إلي العمل في المواصلات كل يوم.
ليس معي عربه، و تلك هي فرصة الإختلاط مع الثقافات المختلفه.
بالفعل أيقنت ان فرنسا بلد الرومانسيه.
كل شاب يجلس مع فتاته و ترى معاني الحب تتجسد في اعينهم.
تحس انك أخطأت في يوم انك لم تحب.
تحس انك اخطأت في يوم ان من تحبه لم تتقدم له و تتزوج منه.
الحب و الرومانسيه في كل شيء.
في علاقة الشاب مع فتاته و الرجل العجوز مع زوجته.
الحب و العطف في علاقة الآباء مع الأبناء.
تفرح كثيرا لما يفعل الآباء مع الأبناء من اجل تعليمهم الأخلاق الكريمه.
و في وسط هذا الشعور الجميل المتناغم.
و الحب الصافي و العطاء الشديد.
فإذ بي اسمع في الأتوبيس بكاء طفل بالخلف و أم تنهر طفلها و يبكي.
حمدت الله ان هناك اطفال يبكون مثلما يحدث عندنا في مصر.
ألتفت سريعا لأري ماذا يحدث، فإذا بي اجد هذه الأم عربية الأصل.
محجبه، ملتزمه باللباس الشرعي، عربية الشكل؛ و بالطبع الإسلوب.
تنهر ابنها بشده، و تزعق فيه، و كل من في الأتوبيس ينظر لها، و مشاعر الغيظ تتفجر من اعينهم.
قد يكون سبب تفجر مشاعر الغيظ بسبب انها قطعت تناغم الحياه الفرنسيه.
او يكون هذا بسبب الطفل الذي قطع التناغم.
و لكن ما نراه كان النتيجه، أن تناغم الحياه قد قطع نهائيا.
قلت لنفسي في هذه اللحظه لماذا الأطفال العرب يبكون بهذا الشكل.
بينما في اوروبا الوضع مختلف كثيرا.
هل هو اسلوب حياه يختلف من شعب لآخر.
ام هي حياه نعيشها بلا معني للحب و العطف.
نقول عن الحياه في اوروبا انها عمليه.
و هم اناس عمليون.
و لكني اري ان هؤلاء البشر قد اختاروا ان يتمتعوا بحياتهم.
يتمتعوا بما وهبهم الله و يتمسكوا به.
لأنهم يثقون ان هذا ما رزقهم الله و عليهم ان يستغلوه افضل استغلال حتي موتهم.
يعيشوا احلي ما في لحظاتهم، و يتمسكوا بما في ايديهم ليحصلوا علي افضل اشباع لرغباتهم.
و لكن ماذا عن الوضع في مصر و العرب عموما؟
الحياه بالنسبه لنا كعرب لا يتحكم فيها العاطفه.
فتري الشاب يبحث عن زوجه تتجسد معها معاني الحب.
و لكن عندما يتزوج يختار بعقله البحت، و يترك العاطفه جانبا.
أو ترى الشباب يحب بشده و يتمسك بمن يحب و يترك العقل جانبا.
فينتج عن هذا اجيال من المجتمع غير سوي.
إما جيل يفتقد لمعاني الحب المتبادل بين افراد بيته.
او جيل جاهل للعقل و يفكر بعاطفته في كل مناحي الحياه.
و سواء كان ذلك او ذاك.
ينتج عن هذا اجيال تفتقد المعني السوي في التفكير و اتخاذ القرار.
إنني اوقن تماما ان علي الزوجين ان لا يتزوجوا إلا بعد إيمانهم انه لا يوجد شخصين علي وجه الأرض يحب بعضعم البعض مثلهم.
لأنه بهذا الحب تزول كل الصعوبات.
و تحل كل مشاكل الحياه.
و يصبح كل فرد لديه الرغبه في التنازل من اجل إسعاد الآخر.
و بالرغم إيماني بأن هذه الدرجه من الحب سبب لبدء العلاقه الزوجيه، فإني اوقن ايضا انه عندما تحب و تترك نفسك لهذا الحب، يجب ان تكون اخترت علي رأي صائب من العقل.
فلا تترك مشاعرك تدفعك للتنازل عن صفات سيئه لا يمكن تقويمها مستقبلا.
و لا تترك لعقلك ايضا عنان التفكير في كل صغيره و كبيره في الشخص الآخر.
و لكن فلتكون سويا في تفكيرك.
هل يستحق هذا الشخص أو الطرف الآخر ان تضحي بحياتك و سعادتك طوال عمرك من اجل ارضائه؟
ام هو بالنسبة لك شخص عادي مثله مثل أي شخص؟
و ما هي حدود التضحيه التي ستبذلها من اجل هذا الشخص؟
هل تتزوج بناء علي حبك و رغباتك و مشاعرك.؟
ام تتزوج بناء علي عقلك و رجاحته و التفكير القوي العميق؟
هل ستفعل ما تحب و تختار زوجتك بناء علي عاطفتك و جزء من عقلك؟؟؟؟
ام ستحب ما تفعل بناء علي قوة عقلك و رجاحته و شيء من عاطفتك؟؟؟؟
اتمني ان يرد علي احد اصدقائي الداخلين و يقترح علي شيئا.
بالنسبه للأخ حسين، اعتقد ان مقالتي هذه توضح لك بعض النقاط و اسباب تفكيري بهذا الشكل.
و قد اكون مخطأ تماما في وضع عاطفتي لشخص قد لا يكون يبادلني نفس الشعور.
و لكن ما اريد التأكيد عليه لك، ان بدون هذه العاطفه لن تكون الحياه سويه.
شكرا لك و لمن علقوا علي أي شيء قلته من قبل.
Monday, November 3, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment